و الشیء المحقق حسب الدراسة الجادة أن ام المومنین السیدة خدیجة لم تکن متزوجه قبل النبی صلی الله علیه و آله، و ما قیل فی زواجها بغیر النبی صلی الله علیه و آله لا نصیب له من الصحة، و أکبر الظن أن ذلک من وضع الأمویین و العباسیین للتقلیل من أهمیة هذه السیدة العظمة التی هی جدة الأئمة الطاهرین علیهم السلام. أما ما یدعم ذلک و یثبته فهو:
أولاً: ادعی أنها تزوجت برجلین، و أعقبت منهما، و هما:
1- عتیق بن عائذ بن عبدالله المخزومی.
2- أبو هالة التمیمی.
و هذا الشخصان مجهولان قد احیطا بکثیر من الغموض لم یحدث الرواة عنهما شیئاً، و لا عن عقبهما سوی هند، و لم یعلم أنها من أی الزوجین.
ثانیاً: إن السیدة خدیجة کانت من أجمل نساء قریش، و من أوفر التجار مالاً، و قد خطبها سادة قریش و ذوو الثراء منهم، فامتنعت من إجابتهم، فکیف تتزوج من شخصین مجهولین لم یعرف شیء عن وضعهما الاقتصادی، ولا عن مکانتهما الاجتماعیة.
ثالثاً: إن وجوه قریش و ذوی الثراء منهم قد تدافعوا إلی خطبة السیدة خدیجة، و من المؤکد أن ذلک لا یکون إلا إلی المرأة العذراء دون غیرها حسب العادات العربیة قدیماً و حدیثاً.
رابعاً: إن جمهرة من أعلام الرواة و مدونی الأخبار صرحوا بأن النبی صلی الله علیه و آله تزوج بالسیدة و هی عذراء، صرح بذلک البلاذری و السید المرتضی و ابن شهر آشوب و غیرهم.
خامساً: إذا کانت السیدة خدیجة فی سن الأربعین فما فوق، کیف رزقت کوکبة من الأطفال، و من المؤکد أن من تبلغ هذا السن و ما یزید علیه فإنها غیر قابلة للحمل.
هذه بعض النقاط التی تبعد زواج السیدة خدیجة بغیر النبی صلی الله علیه و آله، مضافاً إلی أن عمرها کان فی وقت زواجها لا یتجاوز 25 عاماً، فکیف تزوجت بهذین الشخصین و أعقبت منهما؟!
