جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

ولادة فاطمة الزهراء

زمان مطالعه: 3 دقیقه

حملت السیدة خدیجة بفاطمة الزهراء (علیها السلام(، وتصرمت أیام الحمل، ولم تزل خدیجة (علیها السلام) على ذلک

إلى أن حضرتها الولادة، فوجهت إلى نساء قریش، یجئن ویلین منها ما تلی النساء من النساء. فأرسلن إلیها: عصیتینا ولم تقبلی قولنا، وتزوجت محمدا یتیم أبی طالب، فقیرا لا مال له، فلسنا نجئ ولا نلی من أمرک شیئا. فاغتمت خدیجة لذلک… فبینا هی کذلک إذ دخل علیها أربع نسوة طوال کأنهن من نساء بنی هاشم، ففزعت منهن، فقالت إحداهن: لا تحزنی یا خدیجة، فإنا رسل ربک إلیک، ونحن أخواتک: أنا سارة، وهذه آسیة بنت مزاحم، وهی رفیقتک فی الجنة، وهذه مریم بنت عمران، وهذه کلثم أخت موسى بن عمران، بعثنا الله – تعالى – إلیک لنلی من أمرک ما تلی النساء من النساء. فجلست واحدة عن یمینها، والأخرى عن یسارها، والثالثة من بین یدیها، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة (علیها السلام) طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الأرض

أشرق منها نور حتى دخل بیوتات مکة. وقالت النسوة: خذیها یا خدیجة طاهرة مطهرة زکیة میمونة، بورک

فیها وفی نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة (1)

یا حبذا من لیلة المیلاد – اللیلة العشرین من جمادی میلاد بنت المصطفى الرسول – صدیقة طاهرة بتول سیدة إنسیة حوراء – فاطمة زکیة زهراء یا لیلة سر بها محمد – إذ ولدت بنت النبی أحمد

میلادها سر قلوب البشر – لأنها شفیعة فی المحشر وقرت العیون من ابناها – کذاک قرت عین من والاها خدیجة بمکة ملیکة – کانت على العریش والأریکة

حق لها لو فخرت مدى الزمن – ببنتها أم الحسین والحسن نور الإله قد ضحى وأشرق – غصن النبی قد علا وأورق وأشرقت مکة بالأنوار – وطیبة کذاک بالأزهار بکل الآفاق ضیاؤها ضحى – أنار أطباق السماوات العلى

ونورها قد کان قندیل الضیا – معلقا فی ساق عرش الکبریا (2)

عن جابر عن أبی عبد الله (علیه السلام) قال: قلت: لم سمیت فاطمة الزهراء «زهراء«؟ فقال: «لأن الله عز وجل خلقها من عظمته، فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرضین بنورها، وغشت أبصار الملائکة، وخرت الملائکة لله ساجدین وقالوا: إلهنا وسیدنا، ما هذا النور؟ فأوحى الله إلیهم: هذا نور من نوری، أسکنته سمائی، خلقته من عظمتی، أخرجه من صلب نبی من أنبیائی، أفضله على جمیع الأنبیاء، وأخرج من ذلک النور أئمة یقومون بأمری، یهدون إلى حقی وأجعلهم خلفائی فی أرضی بعد انقضاء وحیی.«

وکان میلادها (علیها السلام) لیلة العشرین من جمادی الثانی فی السنة الخامسة من البعثة الشریفة على أصح الروایات عند أهل البیت (علیهم السلام(.

نعم… هذا منبت فاطمة الزهراء… فقد ولدت من الأصلاب الشامخة والأرحام الطاهرة لم تنجسها الجاهلیة بأنجاسها، ولم تلبسها من مدلهمات ثیابها

ولدت لأبوین کریمین طاهرین، وفی جو یغمره الحب والحنان والوئام، فی بیت رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم(. ومما لا شک فیه فإن عوامل الوراثة والبیئة هذه التی توفرت لفاطمة (علیها السلام(… مع ما جعل الله تعالى لها من الفضل والکرامة، قد جعلت من فاطمة الولیدة الأولى فی عالم

الإسلام التی لا تضاهیها ولیدة أخرى. فی ذکاء فاطمة الزهراء، وخلقها، قول أم المؤمنین خدیجة (علیها السلام) عنها: کانت فاطمة تحدث فی بطن أمها، ولما ولدت وقعت على الأرض ساجدة [لله] رافعة

إصبعها (3)

ففی أجواء هذا البیت ولدت الزهراء، وتحت هذه الظلال عاشت وترعرعت، وفی هذه الرعایة نشأت وتربت، وکان طبیعیا أن تؤثر هذه البیئة العائلیة على

حیاة فاطمة، وشخصیتها، فتتأثر بأبویها، وتقتدی بخیرة خلق الله، خلقا وإنسانیة، فکانت خیرة النساء، وقدوة المرأة المسلمة، وأم الأئمة الهداة. وهذه فاطمة الزهراء (علیها السلام) سلیلة أبوین جمعا المکارم بکل أطرافه. سلیلة الرسالة السماویة، والوحی الإلهی وطیب الأرومة. سلیلة النور والمآثر الحمیدة، والمجد التلید، وأم الأئمة الهداة الطاهرین. أقول: وهل کرم الله سبحانه وتعالى زینب وأم کلثوم ورقیة کما کرم فاطمة الزهراء (علیها السلام) إذا کن شقیقاتها؟؟ صحیفة القاطعة، وشعب أبی طالب وهل النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) کرمهن کما کرم بضعته فاطمة الزهراء (علیها السلام) إذا کن شقیقات فاطمة کما یدعی المخالفون. وهذه بعض الأحادیث النبویة التی بحقها:

قال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم(: فاطمة بضعة منی من آذاها فقد آذانی. قال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم(: فاطمة بضعة منی من أغضبها فقد أغضبنی.

قال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم(: فاطمة روحی التی بین جنبی.

قال رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم(: فاطمة حوراء إنسیة.

إلى غیر ذلک من فضائل فاطمة التی ذکرها أصحاب السیر وأهل التاریخ والمحدثون فی صحاحهم

ومسانیدهم (4)


1) بحار الأنوار ج 6 ص 80 – 81، وج 43 ص 2 ح 1. أمالی الصدوق ص 470 ح 1 ومصباح الأنوار.

2) الکوکب الدری للشیخ مهدی المازندرانی نقله عنه الهمدانی فی فاطمة الزهراء بهجة المصطفى.

3) سیرة الملا، ذخائر العقبى 45، نزهة المجالس 2 / 227.

4) راجع المجلد الرابع من موسوعة المصطفى والعترة.