أشارت کتب الرجال و الرواة للحدیث النبوی الشریف إلی أن السیدة الطاهرة أم المؤمنین خدیجة علیها السلام هی ممن روی عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم علی الرغم من الحقبة الحرجة التی شغلتها من عمر الرسالة مع ما رافقها من جهد و جهاد و حصار أصبح معروفاً لدی القارئ.
فلو نظرنا إلی سیر الرسالة منذ انطلاقها فی مکة و إلی حین وفاة خدیجة علیها السلام لوجدناها من أصعب المراحل، إن لم تکن فریدة فی تحدیداتها و خطورتها و مشاقها؛ فالسنین الأولی کانت فی جو من التکتم المبتنی علی
الاختیار للأفراد الذین یجد فیهم النبی الأکرم سمة الصدق و الطهر فدعاهم إلی الإسلام کزوجه خدیجة بنت خویلد و علی بن أبی طالب و عمه أبی طالب (1) و الصحابی الجلیل أبی ذر الغفاری؛ ثم تلتها بثلاث سنوات أو ما یزید عنها أو یقل مرحلة الإنذار و التصریح و الدعوة العامة، ثم تلتها سنوات الحصار و المقاطعة و الحجر فی شعب أبی طالب علیه السلام، فأی امرأة نالها ما نالت من التعب و الجهد و أی امرأة أحرزت ما أحرزته خدیجة من الجهاد و المثابرة و المواساة و النصرة لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم.
إلا أنها مع هذا کله کان لها باع فی روایة الحدیث حسبما نص علیه أهل الاختصاص فی علم الرجال.
و هم کالآتی:
1) لمزید من البیان أنظر: أبوطالب ثالث من أسلم للمؤلف.