إن من الأسئلة التی ترد علی الباحث هی: لماذا لم یرد فی المصادر الإسلامیة نصوص تحمل بین ثنایاها دلالة علی منزلة خدیجة علیها السلام عند بقیة الأئمة المعصومین علیهم السلام.
و الجواب:
إن ذلک یعود إلی طبیعة الأزمنة التی عاشها أئمة الهدی من الإمام الباقر و إلی الإمام الهادی سلام الله علیهم أجمعین و ما یلازم هذه الأزمنة من ضروریات یحددها الأئمة سلام الله علیهم، و إلا فهم جمیعاً عدل القرآن و أهله، فما یصدر عن أحدهم یصدر عنهم جمیعاً حالهم فی ذلک حال قول النبی و تلازمه مع القرآن.
و هنا:
فی زمن الإمام الحسن العسکری اقتضت الضرورة حسبما یراها الإمام أن یخرج للناس مجموعة من الصلوات علی محمد و آله، فکان من بینها الصلاة الآتیة التی رواها الشیخ الطوسی رحمه الله و السید ابن طاووس و غیرهم.
قال علیه السلام:
»أللهم صل على الصدیقة فاطمة الزکیة حبیبة حبیبک و نبیک و أم أحبائک و أصفیائک التی انتجبتها و فضلتها و اخترتها على نساء العالمین.
أللهم کن الطالب لها ممن ظلمها و استخف بحقها و کن الثائر
أللهم بدم أولادها، أللهم و کما جعلتها أم أئمة الهدى و حلیلة صاحب اللواء و الکریمة عند الملأ الأعلى، فصل علیها و على أمها خدیجة الکبرى صلاة تکرم بها وجه أبیها محمد صلى الله علیه و آله و سلم و تقر بها أعین ذریتها، و أبلغهم عنی فی هذه الساعة أفضل التحیة و السلام» (1)
و هذه الصلاة الشریفة تتضمن معانی جمة، و دلالات عدیدة لا یسعنا فی هذا الموضع بیانها إلا أننا نشیر إلی عصمة ما یرد عن الأئمة الاثنی عشر فلا نجد قولین متخافین لهم، فهذه الصلاة الشریفة علی خدیجة الکبری و تلازمها مع الصلاة علی فاطمة و أبیها صلی الله علیه و آله و سلم هی نفسها قد وردت فیما سبق عن الإمام علی بن الحسین بن أبی طالب علیهم السلام.
و هذا فضلاً عن التصریح بمنزلتها علی لسان حجة الله علی خلقه، أی الإمام الحسن العسکری علیه السلام.
1) مصباح المتهجد للشیخ الطوسی: ص 401؛ فلاح السائل للسید ابن طاووس: ص 297؛ بحارالأنوار للعلامة المجلسی: ج 19، ص 74.