أنه لم یتزوج علیها حتی توفیت و قد عاشت معه ما یقارب الخمس و العشرین سنة، فی حین نراه صلی الله علیه و آله و سلم تزوج من تسع نساء خلال عشر سنوات و هی المدة التی قضاها فی المدینة.
و لعل البعض یقول: إن السبب فی تعدد زواجه خلال هذه المدة هو لتمیزها بالاستقرار و الأمان.
و نقول:
1ـ أما من حیث الاستقرار فلا وجود له بدلیل بدء مرحلة الجهاد و الحروب و الغزوات بعد الهجرة.
2ـ و أما الأمان فلیس هناک من أمان، بل کان الحذر علی أشده لوجود المنافقین الذین وصفهم القرآن بقوله تعالی:
(و من أهل المدینة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) (1)
هذا فضلاً عن خطر الیهود الذین کانوا یحیطون بالمدینة و یسکنون بجواره.
3ـ ثم أین تذهب تلک السنین الخمس عشرة التی قضاها النبی صلی الله علیه و آله و سلم مع خدیجة قبل البعثة لم یتزوج فیها و هو فی مأمن بین قومه و أهله فضلاً عن تعلق الناس به؛ لصدقه و أمانته و شرافته؛ فمثلما رأته سیدة قریش الزوج الصالح کذا رأته غیرها من بیوتات مکة.
1) سورة التوبة، الآیة: 101.