قال ابن سعد:
(أخبرنا هشام بن محمد عن أبیه قال: کان عبد المطلب ندیما لحرب بن أمیة حتی تنافرا إلی نفیل بن عبد العزی جد عمر بن الخطاب فلما نفر نفیل عبد المطلب تفرق فصار حرب ندیما لعبد الله بن جدعان.
قال: أخبرنا هشام بن محمد عن أبی مسکین، قال: کان لعبد المطلب بن هاشم ماء بالطائف یقال له ذو الهرم، و کان فی یدی ثقیف دهراً ثم طلبه عبد المطلب منهم فأبوا علیه، و کان صاحب أمر ثقیف جندب بن الحارث بن حبیب ابن الحارث بن مالک بن حطیط بن جشم بن ثقیف فأبی علیه و خاصمه فیه فدعاهما ذلک إلی المنافرة إلی الکاهن العذری؛ و کان یقال له عزی سلمة و کان بالشام فتنافرا علی إبل سموها.
فخرج عبد المطلب فی نفر من قریش و معه ابنه الحارث و لا ولد له یومئذ غیره، و خرج جندب فی نفر من ثقیف فنفد ماء عبد المطلب و أصحابه فطلبوا إلی الثقفیین أن یسقوهم فأبوا ففجر الله لهم عینا من تحت جران بعیر عبد المطلب فحمد الله عزوجل و علم أن ذلک منة، فشربوا ریهم و حملوا حاجتهم؛ ونفد ماء الثقفیین فبعثوا إلی عبد المطلب یستسقونه فسقاهم و أتوا الکاهن فنفر عبد المطلب علیهم فأخذ عبد المطلب الإبل فنحرها و أخذ الهرم ورجع و قد فضله علیه و فضل قومه علی قومه(.(1)
1) المصدر السابق: ج1، ص88.
