قال ابن سعد أخبرنا هشام بن محمد قال حدثنی أبی قال هشام و أخبرنی رجل من أهل المدینة عن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن أبیه قالا: (کان أول من خضب بالوسمة من قریش بمکة عبدالمطلب بن هاشم فکان إذا ورد الیمن نزل علی عظیم من عظماء حمیر فقال له یا عبد المطلب هل
لک أن تغیر هذا البیاض فتعود شابا قال ذاک إلیک قال فأمر به فخضب بحناء ثم علی بالوسمة فقال له عبد المطلب زودنا من هذا فزوده فأکثر فدخل مکة لیلا ثم خرج علیهم بالغداة کأن شعره حلک الغراب فقالت له نتیلة بنت جناب بن کلیب أم العباس بن عبد المطلب یا شیبة الحمد لو دام هذا لک کان حسنا فقال عبد المطلب:
لو دام لی هذا السواد حمدته
فکان بدیلا من شباب قد انصرم
تمتعت منه والحیاة قصیرة
و لا بد من موت فتیلة أو هرم
و ماذا الذی یجدی علی المرء
و نعمته یوما إذا عرشه انهدم
فموت جهیز عاجل لا شوی له
أحب إلی من مقالهم حکم
قال فخضب أهل مکة بالسواد.
قال: و أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الکلبی عن أبیه قال أخبرنی رجل من بنی کنانة یقال له ابن أبی صالح و رجل من أهل الرقة مولی لبنی أسد و کان عالما قالا تنافر عبد المطلب بن هاشم و حرب بن أمیة إلی النجاشی الحبشی فأبی أن ینفر بینهما فجعلا بینهما نفیل بن عبد العزی بن ریاح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدی بن کعب فقال لحرب یا أباعمرو أتنافر رجلا هو أطول منک قامة و أعظم منک هامة و أوسم منک و سامة و أقل منک لأمة و أکثر منک ولدا و أجزل منک صفدا و أطول منک مذودا فنفره علیه فقال حرب: ان من انتکات الزمان أن جعلناک حکما(.(1)
1) الطبقات لابن سعد:ج1، ص86-87.