قال ابن سعد: (وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الکلبی عن أبیه و عن عبد المجید بن أبی عبس و أبی المقوم و غیرهم قالوا و کان عبد المطلب أحسن قریش وجها و أمده جسما و أحلمه حلما و أجوده کفا و أبعد الناس من کل موبقة تفسد الرجال و لم یره ملک قط إلا أکرمه و شفعه و کان سید قریش حتی هلک فأتاه نفر من خزاعة فقالوا نحن قوم متجاورون فی الدار هلم فلنحالفک فأجابهم إلی ذلک و أقبل عبد المطلب فی سبعة نفر من بنی عبد المطلب و الأرقم بن نضلة بن هاشم والضحاک و عمرو ابنی أبی صیفی بن هاشم و لم یحضره أحد من بنی عبد شمس و لا نوفل فدخلوا دار الندوة فتحالفوا فیها علی التناصر و المواساة و کتبوا بینهم کتابا و علقوه فی الکعبة و قال عبد المطلب فی ذلک:
سأوصی زبیرا إن توافت منیتی
بإمساک ما بینی و بین بنی عمرو
و أن یحفظ الحلف الذی سن
و لا یلحدن فیه بظلم و لا غدر
هم حفظوا الآل القدیم و حالفوا
أباک فکانوا دون قومک من فهر
قال: فأوصی عبد المطلب إلی ابنه الزبیر بن عبد المطلب و أوصی الزبیر إلی أبی طالب و أوصی أبو طالب إلی العباس بن عبد المطلب(.(1)
1) الطبقات لابن سعد: ج1، ص86.