إن الموضع الذی ولدت فیه فاطمة علیهاالسلام یعد من المواضع التی یتقرب بها المؤمنون إلی الله عزوجل، و منها یتوجهون إلیه بالدعاء لقضاء حوائجهم، و قد دلت النصوص التاریخیة و واقع حال المسلمین فی زیارتهم للأماکن المقدسة فی مکة المکرمة وما علیه فقهاؤهم قبل مجیء الوهابیین إلی الحکم هو أن دار أم المؤمنین خدیجة سلام الله علیها و هو البیت الذی ولدت فیه فاطمة علیهاالسلام کان من الدور المخصوصة للعبادة و یقصدها الناس بالزیارة (1)
و کیف لا وهی بیت النبی الذی تزوج فیها و عاش أکثر من أربع و عشرین سنة حتی هاجر عنها إلی المدینة وفیها ربیت الزهراء و فیها زغب جبرائیل و عرق رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وفیها مهبط الملائکة و محل عروجهم و بین جوانبها نفس رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و تعبده و موضع تهجده.
فجمیع هذا و غیره هو مما حظی به دار خدیجة أم المؤمنین سلام الله علیها، حتی عرف الیوم بموضع مولد فاطمة صلوات الله علیها؛ لعظم هذا التشریف، و لخصوصیة ولادة البضعة النبویة والشجنة المحمدیة.
و علیه؛ فإن فاطمة الزهراء قد ولدت فی بیت أمها الصدیقة الطاهرة حبیبة رسول رب العالمین و أم أولاده، فکان هذا الدار أحد المواضع المکرمة والمشرفة بالعبادة والزیارة والتوسل إلی الله تعالی.
1) شفاء الغرام للحافظ أبی الطیب الفاسی: ج 1، ص 272، ط دار الکتب العلمیة.