حینما یکون الإنسان بهذا المستوی من الرقی النفسی و الصفاء الذاتی فإن ذلک سیترجم إلی أفعال ملموسة و محسوسة لدی الناس کما یحس أحدهم بلون الورد و شذی عطره کما أنه فی نفس الوقت یکون مصداقاً لما یحتویه الإنسان من صلاح؛ بل یری بأنه کیان صالح لا یصدر عنه إلا الخیر، حاله کالشجرة المثمرة لا تخرج إلا ما ینفع الناس، و فی المقابل لا تأخذ شیئا سوی أکواب من الماء.
و هکذا عباد الله المخلصین:
(کشجرة طیبة أصلها ثابت و فرعها فی السماء (24) تؤتی أکلها کل حین بإذن ربها) (1)
و حینما یستقر بنا المقام عند أعتاب هذا الصرح العظیم، أی السیدة خدیجة علیها السلام فإننا سنجد لهذا الصلاح الذی غمرها فخلصت کما یخلص الذهب المصفی، منازل و درجات کأنها أوسمة افتخار و شهادة اعتزاز لهذا الجهاد فی الله تعالی.
فکانت رحلتنا فی أروقة هذا الصرح العظیم قد تضمنت التوقف عند بعض المناهل الرویة لغرض التزود لهذا السیر فی معرفة هذا السفر الخالد.
1) سورة إبراهیم، الآیتان: 24 و 25.
