إن ما یمیز أقوال أعلام الشیعة فی بیانهم لمنزلة خدیجة هو أن هذه الأقوال مستمدة من القرآن الکریم و العترة النبویة علیهم السلام و اشتهارها بین أتباع أهل البیت علیهم السلام.
بمعنی:
أن الشیعة یرجعون فی إیمانهم بمنزلة خدیجة علیها السلام إلی أقوال أئمة
الهدی من آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم، و استغنائهم بهذه الأقوال عن ما یرد عن سواهم.
و لذا:
نجد أن بیان أعلام الشیعة لمنزلة خدیجة یکاد یکون قلیلاً فیما لو قیس مع أقوال أعلام أهل السنة و الجماعة و ذلک لتمسک الشیعة بما یرد عن الأئمة المطهرین من الرجس و اکتفائهم بهذه الأقوال.
أما أعلام أهل السنة و الجماعة فقد احتاجوا إلی بیانات کثیرة ترشد أتباعهم إلی بیان منزلة خدیجة علیها السلام؛ و ذلک بسبب ما ذهب إلیه أکثر أئمة أهل السنة فی تفضیل عائشة علی خدیجة علیها السلام علی الرغم من تضافر النصوص النبویة الصحیحة المتواترة المخبرة عن تفضیل خدیجة علیها السلام علی نساء الامة ما خلا ابنتها فاطمة علیها السلام کما مر بیانه مفصلاً.
و لقد بسط البعض من أعلام أهل السنة و الجماعة من الماضین کالعلامة السبکی رحمه الله تعالی و السهیلی و الزرقانی و غیرهم الکلام فی بیان منزلة خدیجة علیها السلام و تفضیلها علی أزواج النبی صلی الله علیه و آله و سلم و أنها و ابنتها فاطمة علیهما السلام سیدتا نساء هذه الامة.
و علیه:
نبدأ هنا بأقوال أعلام الشیعة الذین اتبعوا العترة النبویة علیهم السلام فی بیانهم لمنزلة خدیجة علیها السلام.