خروج النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) بأموال خدیجة إلى الشام حدث بکر بن عبد الله الأشجعی، عن آبائه قالوا: خرج عبد مناف بن کنانة، ونوفل بن معاویة بن عروة، تجارا إلى الشام، فی السنة التی خرج فیها النبی محمد (صلى الله علیه وآله وسلم) بأموال خدیجة للتجارة إلى الشام، وهو ابن خمس وعشرین سنة، فلقیهما فی بصرى أبو الموهیب الراهب فقال لهما: من أنتما؟ قالا: نحن تجار من أهل الحرم من قریش. قال لهما: من أی قریش؟ فأخبراه. فقال لهما: هل قدم معکما من قریش غیرکما؟ قالا: نعم، شاب من بنی هاشم اسمه محمد. فقال أبو الموهیب: إیاه والله أردت. فقالا: والله ما فی قریش أخمل ذکرا منه، إنما یسمونه یتیم أبی طالب، وهو أجیر لامرأة منا یقال لها خدیجة،
فما حاجتک إلیه؟ فأخذ یحرک رأسه ویقول: هو هو، فقال لهما: تدلانی علیه؟ فقالا: ترکناه فی سوق بصرى. فبینما هم فی الکلام إذ طلع علیهم، فقالا: هو هذا. فخلا به ساعة یناجیه ویکلمه، ثم أخذ یقبل بین عینیه، وأخرج شیئا من کمه لا ندری ما هو، ورسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) یأبى أن یقبله، فلما فارقه قال لنا: تسمعان منی؟ هذا والله نبی هذا الزمان، سیخرج إلى قریب یدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله، فإذا رأیتم ذلک فاتبعوه، ثم قال: هل ولد لعمه أبی طالب ولد یقال له علی، فقلنا: لا، قال إما أن یکون قد ولد أو یولد فی سنته، وهو أول من یؤمن به، نحن نعرفه، إنا لنجد صفته عندنا فی الوصیة کما نجد صفة محمد بالنبوة، وأنه سید العرب وربانها وذو قرنیها، یعطی السیف حقه، اسمه فی
الملأ الأعلى علی، هو أعلى الخلائق یوم القیامة بعد الأنبیاء ذکرا، وتسمیه الملائکة البطل الأزهر المفلح، لا یتوجه إلى جهة إلا أفلح وظفر، والله لهو أعرف بین أصحابه فی السماوات من الشمس الطالعة.