جاء فی کتاب – نساء أهل البیت (علیهم السلام) (1) – أیتها السیدة الکریمة أن تاریخ النساء فی دنیا التاریخ، لم یحفظ فی أوراقه أن امرأة من فضلیات النساء فی دنیا النساء، قد فاحت سیرتها بالعطاء کما کانت أم المؤمنین خدیجة الطاهرة. لقد تناول التاریخ سیرة نساء کثیرات، اشتهرن بجانب أو أکثر من العبقریات ولکنه لم یحدثنا – کما حدثنا عن السیدة خدیجة من بلوغ قمم المکارم فی کل الفضائل، ولم یستطع أن یحصر تلک الفضائل بین دفتیه.
فقد – ولدت السیدة خدیجة فی بیت مجد وسؤدد قبل عام الفیل بخمسة عشر عاما، عام 68 قبل الهجرة وحینما توفیت کان عمرها 65 عاما أی قبل الهجرة
بثلاث سنین، فی مکة لعشر خلون من شهر رمضان من السنة العاشرة من النبوة بعد وفاة أبی طالب بثلاثة أیام
وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم (2)
ولقد کانت واسطة العقد فی نساء أهل البیت الذی أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا. أصبحت خدیجة سیدة نساء قریش قبل أن تبلغ الخامسة والعشرین من عمرها، وکانت امرأة عالیة الهمة، جیاشة العواطف واسعة الأفق، مفطورة على التدین والنقاء والطهر، حتى عرفت بین أترابها وبین نساء
قریش بالطاهرة (3) وناهیک بهذه الصفة التی حلقت بها
فجعلتها فی سماء السبق إلى ساحة المعالی.
1) فی ضوء القرآن والحدیث – أحمد جمعة ط. بیروت ص 13.
2) وروى المؤرخون وأهل السیر غیر ذلک.
3) سیرة أعلام النبلاء: 2 / 111، وفتح الباری: 7 / 167، ونساء مبشرات بالجنة: 1 / 17.