ولا بد لنا من وقفه قصیرة للنظر فی بعض البنود التی حفلت بها خطبة أبی طالب و هی:
اولاً: إنها أشادت بفضل الاسرة الهاشمیة و سمو مکانتها الاجتماعیة، و ذلک لما تتمتع به من الصفات الرفیعة، و التی منها:
1- إنها تفرعت من اصول کریمة هی فی قمة الشرف، فهی من ذریة إبراهیم شیخ الأنبیاء و من ولده نبی الله إسماعیل.
2- إن الاسرة الهاشمیة استوطنت أفضل بقعة من بقاع الأرض و هو حرم الله تعالی الذی جعله أمناً لعباده.
3- من ممیزات الهاشمیین أنهم السادة و الحکام الذین یرجع إلیهم الناس فیما شجر بینهم من خلاف.
ثالثاً: إن الخطبة حکت عظم شخصیة الرسول صلی الله علیه و آله الذی التقت به جمیع صور المآثر و الفضائل التی منها:
1- إنه لا یوزن فی صفاته رجل من قریش، و لا یدانیه أحد منهم فی فضله إلا رجح علیه.
2- لا یقاس به رجل من العرب و غیر هم إلا فضل علیه.
3- إن النبی صلی الله علیه و آله لا شبیه له فی جمیع خلق الله تعالی.
ثالثاً: إنه لیس فی شخصیة الرسول من خلل سوی الفقر و قلة المال، و هذا لیس نقصاً فیه، لأن المال ظل زائل و رفد جار.
رابعاً: إن أبا طالب استشف من وراء ما أخبرته الکهنة أن ابن أخیه له شأن عظیم و دین شائع یسود فی الأرض.
هذه بعض النقاط فی خطبة أبی طالب.