کونها امرأة فقد شکل العامل الأخلاقی من أهم السمات التی تمنح المرأة السیادة فی قومها و مجتمعها لا سیما أنها قد حازت علی العاملین السابقین، أی نسب الآباء و حسبهم، والمال الوفیر من خلال النظام الاقتصادی لمکة-ولعل هذا الوصف-أی النظام الاقتصادی لمکة یراه البعض مبالغا فیه أو فی غیر محله، بلحاظ ما یحمله هذا المصطلح من تعریفات مختلفة عند أهل الاقتصاد، إلا أن ذلک لا یعنی انعدام النظام الاقتصادی فی مکة، وان کان محدوداً، بالنظر للدول المعاصرة، فلمکة نظامها الاقتصادی الدقیق الذی شمل معاهدات)دولیة) کما سیمر بیانه ضمن البحث.
وعلیه:
فقد امتازت خدیجة علیها السلام عن بقیة النساء اللاتی مضین بالسیادة فی
مجتمعاتهن بسمة العفة والطهارة حتی عرفت فی المجتمع المکی)بالطاهرة(.
وهی بهذا تکون قد مزجت بین هذه العوامل السیادیة، بل أضفت علیها بهذه السمة لوناً خاصاً و مفهوماً جدیداً لم یفهمه النظام الاقتصادی فی العالم بما تفرضه السیاسة الاقتصادیة من شریعة خاصة قائمة علی الربح والخسارة.
إلا أن خدیجة علیها السلام کانت مثالاً للنظام الاقتصادی الأخلاقی و هو ما لم یمکن مشاهدته إلا عند الشرائع السماویة وأمنائها.