وقد جاء فی کلمات بعض المستشرقین المتهمین على الإسلام أنه (صلى الله علیه وآله وسلم) إنما تزوج خدیجة طمعا فی مالها، ولا نرید الإسهاب فی الإجابة على هذا الهذیان، فإن حیاة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) من بدایتها إلى نهایتها لخیر شاهد على أنه ما کان یقیم للمال وزنا. ولقد أنفقت السیدة خدیجة (علیها السلام) کل أموالها طائعة راغبة، فی سبیل الدعوة إلى الإسلام وفی سبیل هذا
الدین، ثم إن السیدة خدیجة هی التی عرضت نفسها على النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) ولم یتقدم هو (صلى الله علیه وآله وسلم) بطلب یدها، لیقال:
إنما فعل ذلک طمعا فی مالها. وهذا مما لفقه أعداء الإسلام. وإنما تفعل الحرة العاقلة اللبیبة ذلک، فلا تغرها زبارج الدنیا وبهارجها، ولا تبحث عن اللذة لأجل اللذة، وعن المال للشهرة، إنما تبحث عمن یخدم هدفهاالأسمى فی الحیاة، وعن الأخلاق الفاضلة والسجایا الحمیدة، والواقعیة فی التعامل والسمو فی الهدف، لأن کل ذلک هو الذی یسخر المال والجاه والقوة وکل شئ لخدمة الإنسان والإنسانیة، وتکاملها فی الدرجات العلیا.